مدخل ..!! لعيون جوريكانت جوري الصغيرة تهوى الورود بأنواعها تقتنيصورالورد وتشتري كل مايروق لها من تلك الأنواع .. في إحدى الأيام
وهي تلعب بحديقة المنزل
تأملت الأرض قليلا وسافرت بها أفكارهاإلى
هنااااااك حيث تأملات
الأطفال الجميلةأتدرون ماذا خطرببالها ..؟ أن تجعل
من أرض حديقتهم الصغيره
جنةُ غناء تزدان بالإخضرار والألوان الزاهيه طرحت
الفكرة على أبيها فوافقها
الرأي وقال لادخل لي سأحضر البذور والباقي
عليكِ صغيرتي
ابتسمت بكل فرح ونطقت بشجاعة وعزيمة الكبار
لا عليك يا أبي ..!!
أخذت جوري بعد ذلك ببذر البذور في الأرض والإعتناء بها
من أجل أن تبدوا جميله
فحرصت على تنظيف المكان وسقاية تلك النباتات
فبدأت تنمو شيئا فشيء
إلى أن ظهرت وروداً جميلة المنظر بألوان جذابة وأريجها
كان يملأ المكان
بشذاه العطري .. كل هذا بعد الله بفضل الصغيرة
جوري التي حرصت
على الإهتمام بحديقتها كانت تعلم تلك الطفلة
أن تلك البذور التي بذرتها
في الأرض تحتاج لها كثيراً فما كان منها إلا البقاء بقربها ..
هنا كان الإحتياج ...
فكل كائن في الأرض يحتاج .. وهنا كان احتياجها ..كما نحن نولد ونخرج للدنيا ونحن في غاية الإحتياج لمن يرعانا فوجدنا بصدق حضن أماً وأباً يحويناويحتوينا من عناء الدنيا وشقائها , الأم أخذتنا بين ذراعيها سهرتلأجل راحتنا أسقتنا من ينابيع الحنان وبحور العطف كما هو الأب كذلككبرنا كان الإحتياج لهما يزداد يوماً عن يوم .. في كل محافل الحياة في الفرح والحزن النجاح الفشل احتجناهم و شاركونا كنت حين أواجه أي عقباتفي حياتي فأحتاج لأبي يقف معي أجده يمد يده لي بكل مشاعر الأبوةحينما يشتد علي المرض احتاج يدهما الحانيه فأجدها تمسح على جبيني لتريحني , عندماأبكي أجد من يمسح دمعتي بكل دفء وحنان ,نحتاجهم في إرشادنا وتصحيح أخطاءنا , نحتاجهم نوراً وسراجاً يضيء دروبنا , نحتاجهم أملا يدفعنا للأمام ، وأنفاساً تمدنا بالحياة , حينما أحقق نجاحا وتفوق دراسي أجد من يعانق فرحتي بكل صدقأشعر بمصداقية كلمات التبريك لي نعم هنا احتياجي لهما فرحا فشاركوني فيه , بقربهم رفعوا من معنوياتي لأزداد تفوقاً و تمييزاً , ولكنالأقدار خطفت مني أجمل روح وأغلى احتياج انه أبي , شعرت عند رحيلهبعظم الحاجة إليه أحسست أن كوني بلا هواء أتنفسه ولانور أرى به , ولكن بقيت لي أمي الحبيبه التي سخرت نفسها لأن تكون الأب لي كذلكماأعظمك أماه فأنت فخراً أفتخر به دوماً , لم أنسى دمعتك حين عدت يوما من المدرسة وكان ذلك اليوم هو الحفل الختامي للعام الدراسي , وقد نلت شرف التمييز والطالبة المثالية في ذلك العام ولكن حين تسلمت شهادة التقدير إغتالني الضيق كيف لا وأمي لم تحضر لتكتمل فرحتي بهاشاركني الجميع الفرحة لكن حاجتي لكِ حينها كانت تساوي كل التباريك التي انهالت لأجلي تلك اللحظات , أمي ظروفك الصحية هي من منعك الحضور فأناأقدر لك هذا عدت للمنزل لأزف الفرح لقلبكِ وهالني مارأيت كانت أمي تمسح دموعها لكي لاأراها وبعدإصراري قالت وددت لوكنت معك اليوم بنيتي , آآه ماأروعك ِ أمي ,بكلماتك هذه لم يعد يسعني الكون أماه ضميني إليك فحضنك أوسع من الكون كله , اعترف لكِ كنت احتاجك بقربي ولكن صحتك لاتسمح , أمي الغالية احتجتك في صغري فلم تبخلي علي بعطائك , فأعدك أن أبقى بالقرب منك ماحييت وأن لاأبخل عليك بعطاء تحتاجينه .. أحبتي كونوا بالقرب من والديكم
كثيرا فكما تحتاجونهم هم كذلك ..
كونوا من العطاء أنهاراً جارية .. .. ..
فبهما تحلو الحياة وتشرق
فبهما ترتاح النفس وتطمئن .. لاتفرطوا
بعطاء أنتم تستطيعون تقديمه
لأجل أغلى الناس .. صدقوني أحزنني في
يوماً ما سمعت ورأيت يعيني
دموع إحدى جاراتنا حينما تنفست تلك الأنفاس
المشوبة بالأنين , وشكت
لأمي حاجتها لإبنة تكون بقربها في هذ السن ,
وهذه السيدة لديها فقط
أولاد , فإلى كل فتاة أوجه نصيحتي , كوني
بالقرب من أماً تحتاجك ولكن
لن تفصح بحاجتها علناً , لكي لا تثقل
عليك بحديثك معها تستطيعين
معرفة ماذا يجول بخاطرها , كوني لها
الصديقة قبل أن تكوني إبنتها ,
أمي أبي أنتم الوطن الذي أعيش به .. وهنا كانت بعض صور الإحتياج لكموفي الختام أبعث رسالتي هذه ..الى من سكن الثرى ورحل عني...الى روح أبي الطاهرة .أبي...؟؟؟تتبعثر كلماتي ..وتضيع أحرفها ..وأوراقي يملؤها الفضاء..ويجف قلمي ويابى تسطير تلك الكلمات ..حينها ..!! ينساب من بين أناملي دمي ليسطر ..حروفاويرتبهاكلمات..لتخرج للملأعبارات بوحي النازف ..أبي....؟؟؟تخفق نبضات قلبي ..تناديك شوقاوحنينا ..أبي أعلم أنك لاتسمع ندائي ولاتقرأخطابي ..أنفاسي كذلك تضيق شوقا ولهفة لك ..ولكن ليس أمامي سوى الهروب بفكري إلى تأملات الفضاء الواسع لأبث له هموم ذلك الشوق والحنين ..أبي...؟؟؟
لماذا رحلت وتركتني ...؟؟وأنااحتاجك..!!صغيرتك تعيش في عالم لاتجدفيه من يتألم لألمها ..ولايمسح دموعاسالت على خديها ..ولاحضنا يحتضنها بحنان وعطف ليأخذها إلى الأمان ..أبي...؟؟؟أهمس إليك بصدق ..أمي هي الوحيدة من بعد رحيلك من بقيت معي ولم تتركني ..أمي ياأبي ينبوع من العطاء ..والحنان ..لم تبخل علي حتى بمشاعر الأبوة المفقودة تزيدني ..ولكن أبي ..نصفك الثاني لم يمهله المرض ..فقد أعياها وأعجزها حتى عن الخطى ..أبي أحلم كثير بأن تحتضنني أمي كما في السابق عندما كنت أركض مسرعة وتحتضنني بين يديهاوتدور بي ..والفرح يملأقلبي ..أبي رغم الألم الذي تكابده إلا أنها كما عهدتها مثالالصبر والتحمل وكل ذلك من أجلي ..تهمس لي بصوت يخالطه الإنهاك ...بنيتي ..اعذريني إن قصرت في حقك من العطاء ..فهذا كل ماأستطيع أن أقدمه لك ..أقاطع حديثها المشوب بالأسى لأفرح قلبها ويدب الأمل فيه أمي يكفيني وجودكبقربي ..أنفاسك .. نظراتك ..كل مابك يكفيني ..أنت نبض فؤادي ..وبلسم جراحي ..أنت أبي وأمي ..لاتقلقي من شأني ..كبرت صغيرتك وآن الأوان لترد لك القليل من ماقدمتيه لي حان وقت عطائي لروح لم تبخل علي..ابتسمتابتسامة عذبه ..مفعمة بالراحة ..ولكن ملامح الألم لاتفارقها ..أبي الغالي ...؟؟؟أخفي حرقة شوقي وحنيني لك ..وحزني لمرضها..وعجزهاحتى لاأزيدألمها ..فالحزن يغتال فؤادي .. ويأسره بقيود ..تخنقنيوتكتم أنفاسي ..أترقب قدوم الليل بفارغ الصبر أتدري لماذا..ليس لأخلد لنوم ..ولكن ..؟؟؟؟لأتوسدوسادتي وتنساب دموعي وتتقاطر على خدي ..لتواسيني وتقاسمني الألم الذي يسكننيأبي ...؟؟؟زرعت بسمة على شفاهي ..من أجل أمي .. ولكن فراقك يزرع بداخلي دموعا حارقة ...أطلت عليك بكلمات شوقي وشكواي ..اعذرني ..أبيأحبك حبا يفوق شذاهإبداع المعاني .رحمك اللهرحمة واسعة وأسكنك فسيح جناته ..وملتقانابإذن الله الجنان..